موقع فضيلة الشـــــــــــــيخ الداعية محـــــــــــــمد عذاب الدروش


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع فضيلة الشـــــــــــــيخ الداعية محـــــــــــــمد عذاب الدروش
موقع فضيلة الشـــــــــــــيخ الداعية محـــــــــــــمد عذاب الدروش
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ...للشيخ محمد عذاب الدروش

اذهب الى الأسفل

غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ...للشيخ محمد عذاب الدروش Empty غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ...للشيخ محمد عذاب الدروش

مُساهمة من طرف admin السبت سبتمبر 26, 2009 8:03 pm

(قصص رواها رسول الله e ) ..

الموعد اليوم مع قصة خرّجها البخاري ومسلمٌ في صحيحهما .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ e قَالَ :«غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ ، يَلْهَثُ ، وفي رواية (قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ) ، كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا ، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا ، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ ، فسقته ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ» .

أولاً : أقف مع شرح المفردات والغريب :

قال e :« غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ» : يعني زانية .

«على رأس ركي» : بئر .

يلهث : تفسرها الرواية الأخرى : (قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ).

هذه القصة اشتملت على كثير من الفوائد والدروس :

هذه المرأة كانت من البغايا، من الفاجرات، ولكن لما رأت ذاك الكلب امتلأ قلبها بالرحمة ورقت لحاله .. ألا يدل ذلك أيها المستمع الكريم على أن الإنسان مهما ابتعد عن الله فإن الواجب أن لا نيأس منه. وقد سبقت الإشارة إلى هذا المعنى في القصة السابقة، قصةِ قاتل المائة .

نجد أيضاً أنّ هذه المرأة لما رحمت الكلب رحمها الله .. ففيها معنى قول النبي e :« الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» . وقال أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَرْسَلَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ e إِلَيْهِ : إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا . فلما ذهب إليها َرُفِعَ إليه الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ e ، فَقَالَ سَعْد بن عبادة : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ .

والعكس بالعكس، فالجزاء من جنس العمل، من علت القسوة قلبه، وفارقت الرحمة فؤاده فهذا لا يرحمه الله ، فإن النبي e قبل بحضرة رجل الحسن t ، فقال له الرجل : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا . فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ e ثُمَّ قَالَ :«مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ» .

من الفوائد أنه ينبغي عليك أن لا تحقرن من المعروف شيئاً ، وقد ندبنا نبينا e غلى ذلك ، لأن الإنسان لا يدري أيُّ عمله سينفعه . أكثر من الخير ما استطعت غلى ذلك سيبلاً، ولا تحقرن من المعروف شيئاً . فهذه بغي غُفر لها بسقيا كلب .

تعلمنا هذه القصة أنّ في كل كبد رطبة أجر .. وقد حدَّث رسول الله e بقصة مشابهة ، ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ النَّبِيَّ e قَالَ :«بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، فَوَجَدَ بِئْرًا ، فَنَزَلَ فِيهَا ، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ . فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ . فَقَالَ الرَّجُلُ : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي . فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً فَسَقَى الْكَلْبَ ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ». قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّه ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا ؟ فَقَالَ :«فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ » .

فأين الذين يشوشون على الناس ويشغبون عليهم بدعوى أنّ الإسلام انتهك حقوق الإنسان .. أين هم من مثل هذه النصوص التي دعت إلى القيام بحق الحيوان .. فضلاً عن حق الإنسان . واسمع هذه الحادثة التي أخبر بها ابن مسعود t ، قال : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً – طائر كالعصفور - مَعَهَا فَرْخَانِ ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا ، فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ ([1]) . فَجَاءَ النَّبِيُّ e فَقَالَ:«مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا».

وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ :«مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ»؟ قُلْنَا :نَحْنُ. قَالَ :«إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ». فأي رحمة هذه التي رسم الإسلام معالمها ودعا إليها . لقد نَهَى e أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ أَوْ غَيْرُهَا لِلْقَتْلِ . لقد بيّن لنا نبينا e أنّ النار اقتحمتها امرأة في هرة، قَالَ e :«دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا» .

الإخوة والأخوات : إن الممارسات الخاطئة التي ترتكب باسم الإسلام من أُناس يزعمون أنهم دعاة إليه لا ينبغي أن تُحسب من الإسلام ، ينبغي أن يفهم الناس ذلك .. الواجب علينا إيصال مثل هذه النصوص التي تجلي لنا عظمة دين الإسلام لكل من وقف في جانبِ عداوة له ولأهله .

وإذا كانت هذه القصة تدل على أنّ الإنسان مأجور بإطعام الحيوان فما ظنك بإطعام الإنسان .. لا شك أن هذا من أعظم القربات ، قال تعالى :} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا{ . وقال نبينا e :« إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا ، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا » . فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :« لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام» . ولما سأل رجلٌ رسول الله e : أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ ؟ قال :« تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» . وقال :« خياركم من أطعم الطعام » ، وقال له آخر : دلني على عمل يدخلني الجنة. فقال له :« أَعْتِقْ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمْ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ» . وسقيا الماء إطعام للطعام لقول الله تعالى :} فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي{ .

فينبغي أن نجد في هذه الفضيلة .. فضيلةِ إطعام الطعام ، لا سيما في هذا الشهر المبارك ، فقد قال نبينا e :« من فطّر صائما فله مثل أجره » .

فغذا جمعت أيها الاخ الكريم بين الصوم وإطعام الطعام في يوم فاحرص على عملين آخرين ..

ما هما ؟ تشيع جنازة، وعيادة مريض . لماذا؟ لأن هذه الأربعة إذا اجتمعت في شخص في يوم دخل الجنة . قال رسول الله e يوماً لأصحابه : « من أصبح منكم اليوم صائماً» ؟ فقال أبو بكر t أنا . فقال :« من أطعم منكم اليوم مسكينا» ؟ فقال أبو بكر : أنا . قال من تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر : أنا . فقال من عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر : أنا . – لا إله إلا الله - فقال رسول الله e :« ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل في يوم إلا دخل الجنة» [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه] .

فرضي الله عن أبي بكر ، فقد كانت هذه الأسئلة من رسول الله e بعد صلاة الفجر .. فماذا كان عمله في سائر يومه؟ وما حاله في باقي عمره ؟

من فوائد هذه القصة أنّ الإنسان قريب من الجنة، وقريب من النار كذلك ، جنة الله قد يدخلها المرء بكلمة واحدة ، والنار كذلك .. قال e :« الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ» . ولقد قال ابن حجر رحمه الله كلمةً في شرح هذا الحديث تُكتب بماء الذهب ، قال :" فَيَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ لَا يَزْهَدَ فِي قَلِيلٍ مِنْ الْخَيْرِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، وَلَا فِي قَلِيلٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَجْتَنِبَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْحَسَنَةَ الَّتِي يَرْحَمُهُ اللَّهُ بِهَا ، وَلَا السَّيِّئَةَ الَّتِي يَسْخَطُ عَلَيْهِ بِهَا".

إنّ أحداث هذه القصة لتفصح عن عظيم رحمة ربنا بنا ، يسهل لنا طريق الخير ، ويرضى بذلك عنّا ، فما أكرمه من رب، وما أرحمه من إله . هو الذي قدَّر لهذه المرأة أن تشرب من هذا البئر ، وأن تجد فيه الكلب ، وأن تفعل هذا الفعل الذي كان سبباً في نيلها مغفرة ربها سبحانه .



إنّ رحمة الله قريب من عباده .. إنّ ربنا لغفور شكور .. الأخ الكريم .. إننا في شهر كريم .. شهر التوبة والمغفرة .. وقد دعا جبريل عليه السلام على من أدرك رمضان ولم يُغفر له وأمّن نبينا e على دعائه . فقال:«رغم أنف امرء أدرك رمضان فلم يغفر له فقال النبي e آمين» ومثل هذا الدعاء لا يمكن أن يخيب. ونحن نعلم أنّ ربنا يفرح بتوبة عباده .. فآمُل منك أيها الحبيب في الله أن تعاهد نفسك الآن وأنت في هذه الساعة المباركة أن تعاهد نفسك بالتوبة ، وأن تفتح مع الله صفحة جديدة في هذا الشهر مع ربك سبحانه .. كم ستر علينا من عيب.. ذنوبنا إليه صاعدة وفضله علينا نازل.. فبالله عليك أخي وأختي بادروا الآن بقطع هذا العهد مع النفس .. ولنبدأ حياةً جديدةً أساسها طاعة الله ورسوله e . اكتب قائمة بجميع ذنوبك، وقيد أسبابها. وضع لنفسك برنامجاً عملياً للتخلص منها ، وإن كنت صادقاً فإن الله سيصدقك؛ هذا هو السبيل الذي سيثبتك الله به في طريق التوبة أن تكون صادقاً مع الله ، ثبت في سنن النسائي أنّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ e فَآمَنَ بِهِ ، وَاتَّبَعَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أُهَاجِرُ مَعَكَ . فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ e بَعْضَ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ e سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ -وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ - فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ e . فَأَخَذَهُ ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ e ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : قَسَمْتُهُ لَكَ . قَالَ : مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - بِسَهْمٍ ، فَأَمُوتَ ، فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ . فَقَالَ :«إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ». فَلَبِثُوا قَلِيلًا ، ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ e يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ e :«أَهُوَ هُوَ»؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ :«صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ» .

جعلنا الله من خير عباده التائبين الصادقين .. وأصلي واسلم على خير خلق الله ، محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
admin
admin
المدير العام

عدد المساهمات : 122
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/06/2009
العمر : 54
الموقع : abosmra.ahlamontada.net

https://abosmra.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى